قبل القراءة
اضغط لايك لصفحتنا علي الفيس بوك ليصلك اخر تدوينات المدونة
شفاء التوحد يأتي بدور الأم؛ بالتعب والصبر والجهد والحب والعطاء
كان جوش تيوتين في الثالثة من عمره، شخص الأطباء إصابته بنوع شديد من التوحد، وحينذاك رجح خبراء نفسانيون أنه لن يتمكن من التواصل مع الآخرين عندما يكبر . بيد أن جوش، الذي يبلغ من العمر 9 أعوام حالياً، خالف التوقعات وصار صبياً عميق التفكير ومرحاً ومتجاوباً مع المحيطين به، وعلاوة على ذلك، التحق بمدرسة عامة وليس بمدرسة خاصة بالأطفال المصابين بالتوحد . وقد جعلت حالة جوش الأوساط الطبية تتساءل: هل تمكن من قهر حالته والتعافي منها؟
أخيراً، ذكرت دراسة حديثة أجرتها جامعة أمريكية مرموقة أن شفاء الأطفال من التوحد ليس أمراً ممكناً فحسب، بل شائع أيضاً. وقالت الدراسة البحثية - التي نشرت في مجلة طب الأطفال - أن ما يصل لثلث الأطفال الذين شخصت إصابتهم بالتوحد في سن مبكرة، اختفت الأعراض منهم عندما كبروا .
وعلى مدى الأعوام الستة الماضية، طرأت تحولات سلوكية إيجابية على جوش، لم يكن والديه يحلما بتحقق ولو جزء منها . فحينما كان جوش طفلاً صغيراً، كان يبدو غارقاً في عالمه الخاص ومكبلاً به بشكل لا فكاك منه .
وتقول والدة جوش: لم نكن نمتلك سرير أطفال لأنه كان يهرب منه دائماً، كان ينام بجانبي، وعندما يستيقظ كان فقط يبكي ويبكي .
وفي أحد الأيام أنتابت جوش نوبات غضب متتالية، وكنت حزينة للغاية، فانخرطت في البكاء، وكان جوش ينظر نحوي من دون أي وعي، وأتذكر أنني كنت أفكر في عدم مقدرته على فهم المشاعر وأنه لن يستطيع أبداً أن يحس بما أحس به .
وعندما كان جوش في الثالثة من عمره، أبصرته زائرة صحية وهو في نوبة غضب عنيفة وأحالته لمتخصص في مستشفى حيث أخضع لفحوص تشخيصية بمعدل مرتين في الأسبوع على مدى 6 أسابيع .
وفي النهاية، تلقيت تقريراً كئيباً من الاختصاصيين يشخص حالة جوش بأنها إعاقة خطرة بمرض التوحد، وهو مرض عقلي يؤثر في مقدرة الطفل على التواصل والتجاوب مع الآخرين .
وفي الغالب يكون الأطفال المصابين بالتوحد متقوقعين على أنفسهم، ومنغلقين، وغير قادرين على التواصل بالأعين ومعرضين للنوم المضطرب ونوبات الغضب والبكاء .
ولا يستطيع كثير من أطفال التوحد الإلتحاق بسياق التعليم والمدارس العامة، ويحتاج البعض منهم إلى عناية ومراقبة طوال الوقت .
وقد طالب الاختصاصيين الذين كانوا يشرفون على علاج جوش بإرساله لمدرسة خاصة، لأنهم كانوا يعتقدون أنه لن يستطيع التأقلم مع المدرسة العامة، إلا أن والدي جوش قررا عدم ابتعاثه لمدرسة خاصة .
وحالياً، اختلفت حالة جوش تماماً، وأصبح التغيير الإيجابي الذي طرأ عليه يذهل كل المحيطين به .
وتقول والدته: بات جوش يحب مادة الرياضيات، وبإمكانه عزف مقطوعات موسيقية - خاصة بطلاب المستوى الثالث على البيانو، وأصبح متفاعلاً وإيجابياً للغاية مع الناس .
ووفقاً لدراسة بحثية متعلقة بطب الأطفال، لا يعد التحول الذي طرأ على جوش، فريداً ولا مستغرباً .
وفي هذه الدراسة، استجوب الباحثون 366 .1 أب وأم لأطفال تبلغ أعمارهم 17 عاماً - وما دون ذلك - ممن سبق أن شخصت إصابتهم باضطراب طيف التوحد .
وقد ذكر 453 من هؤلاء الآباء أن أطفالهم، تعافوا من هذا المرض عندما بلغوا السابعة من أعمارهم .
وقال الدكتور أندرو زيمرمان الذي كان من المشرفين على إعداد هذه الدراسة البحثية إن النتائج المستخلصة منها ربما تجسد حقيقة أن بعض الأطفال قد يكونوا تعرضوا لتشخيص خاطئ .
بيد أن زيمر مان الذي يعمل في مستشفى ماساشوستس العام للأطفال، شدد على أن عدم هؤلاء الأطفال قليل في الواقع ولذلك فإن نتائج الدراسة لا ينبغي أن تبرر بالتشخيص الخطأ بمفرده .
وقال زيمرمان: لم يعد مستغرباً أن نرى طفلاً يبدأ حياته مصاباً بتوحد شديد، ثم يصبح أكثر اعتدالاً أو حتى تخف حالته كثيراً بمرور الوقت .
وأضاف: كثير من الأطفال، تتحسن حالتهم، وأسباب هذا التحسن لاتزال مجهولة بالنسبة لنا حتى الآن، لكننا ندرك أن الذهن يتمتع بمقدرة كبيرة على التطور والتكيف .
وترى الأوساط الطبية أن النتائج التي توصل إليها الدكتور زيمرمان، تؤيدها أبحاث سابقة تشير إلى تعافي 3 - 25% من الأطفال المصابين بالتوحد . بيد أن جمعية أبحاث مرض التوحد في المملكة المتحدة، لا تتفق مع هذا الرأي .
وتقول الدكتورة جورجينا غوميز مديرة البحوث في الجمعية: على الرغم من إمكانية تحسن سلوك الأطفال عن طريق الدعم المستمر والمكثف، إلا أننا نعتقد أن التوحد مرض معوق ويدوم طوال العمر، فالطفل الذي أصيب بالتوحد سيعاني منه عندما يصل لسن الرشد .
بيد أن البروفيسور سايمون بارون كوهين، أستاذ العلوم النفسية في جامعة كيمبريدج وأحد أبرز خبراء مرض التوحد في بريطانيا، يتفق مع الرأي القائل بإمكانية حدوث تحسن كبير وملموس للأطفال المصابين بالتوحد .
ويقول البروفيسور بارون: هذا لا يعني أننا نقول إن التوحد يتلاشى أو يتم علاجه، فالأشخاص المصابين بالتوحد هم مثل سائر الناس ولديهم مقدرة على التعلم . وهذه السمة البشرية يمكنها تغيير طبيعة أدمغتهم - فعندما يتعلم الطفل ينبغي أن تطرأ تغييرات على دماغه . وهذا يحدث لنا جميعاً .
فهل هذا ما حدث لجوش؟
تقول والدة جوش: بعض الناس يقولون إنه نما بعيداً عن مرضه، لكنهم لا يدركون حجم العمل الشاق الذي بذلناه .
وتؤمن والدة جوش بأنه تحسن كثيراً بسبب المجهودات المكثفة التي بذلتها لكي تجعل جوش يتأقلم مع حالته .
وتقول السيدة رينيثا والدة جوش أنها قرأت في مجلة، أن بعض المصابين بالتوحد يعانون من عدم تواصل الفصين الأيمن والأيسر من أدمغتهم بنجاعة مثل بقية الناس غير المصابين بالمرض .
وأطلعت رينيثا أيضاً على مقال صحفي يتحدث عن فائدة العزف على آلة موسيقية، باعتباره من الأنشطة - القليلة - التي تحفز وتنشط الفصين الأيمن والأيسر من الدماغ معاً وفي الوقت نفسه، ولذلك قررت تعليم جوش العزف على البيانو عندما كان عمره 4 أعوام فقط .
وتقول رينيثا إنها بذلت مجهوداً خارقاً لكي تسهم في تخليص جوش من حالة عدم الإتساق والتوافق الحركي والعضلي - التي يعاني منها بعض مرضى التوحد - وهو الآن يتابع بنجاح دروساً في رياضة التايكواندو .
وقد درست البروفيسورة ديبورا فين أستاذة علم النفس في جامعة كونيتيكت، حالة كثير من الأطفال المصابين بالتوحد ووجدت أن نسبة 10 - 20% منهم يمكن أن تتحسن حالتهم بصورة كبيرة وملموسة لدرجة أن تشخيصهم قد يتغير من التوحد للشكل أو الحالة الأقل حدة من هذا المرض وهي متلازمة أسبرغر .
وفي النهاية، تلقيت تقريراً كئيباً من الاختصاصيين يشخص حالة جوش بأنها إعاقة خطرة بمرض التوحد، وهو مرض عقلي يؤثر في مقدرة الطفل على التواصل والتجاوب مع الآخرين .
وفي الغالب يكون الأطفال المصابين بالتوحد متقوقعين على أنفسهم، ومنغلقين، وغير قادرين على التواصل بالأعين ومعرضين للنوم المضطرب ونوبات الغضب والبكاء .
ولا يستطيع كثير من أطفال التوحد الإلتحاق بسياق التعليم والمدارس العامة، ويحتاج البعض منهم إلى عناية ومراقبة طوال الوقت .
وقد طالب الاختصاصيين الذين كانوا يشرفون على علاج جوش بإرساله لمدرسة خاصة، لأنهم كانوا يعتقدون أنه لن يستطيع التأقلم مع المدرسة العامة، إلا أن والدي جوش قررا عدم ابتعاثه لمدرسة خاصة .
وحالياً، اختلفت حالة جوش تماماً، وأصبح التغيير الإيجابي الذي طرأ عليه يذهل كل المحيطين به .
وتقول والدته: بات جوش يحب مادة الرياضيات، وبإمكانه عزف مقطوعات موسيقية - خاصة بطلاب المستوى الثالث على البيانو، وأصبح متفاعلاً وإيجابياً للغاية مع الناس .
ووفقاً لدراسة بحثية متعلقة بطب الأطفال، لا يعد التحول الذي طرأ على جوش، فريداً ولا مستغرباً .
وفي هذه الدراسة، استجوب الباحثون 366 .1 أب وأم لأطفال تبلغ أعمارهم 17 عاماً - وما دون ذلك - ممن سبق أن شخصت إصابتهم باضطراب طيف التوحد .
وقد ذكر 453 من هؤلاء الآباء أن أطفالهم، تعافوا من هذا المرض عندما بلغوا السابعة من أعمارهم .
وقال الدكتور أندرو زيمرمان الذي كان من المشرفين على إعداد هذه الدراسة البحثية إن النتائج المستخلصة منها ربما تجسد حقيقة أن بعض الأطفال قد يكونوا تعرضوا لتشخيص خاطئ .
بيد أن زيمر مان الذي يعمل في مستشفى ماساشوستس العام للأطفال، شدد على أن عدم هؤلاء الأطفال قليل في الواقع ولذلك فإن نتائج الدراسة لا ينبغي أن تبرر بالتشخيص الخطأ بمفرده .
وقال زيمرمان: لم يعد مستغرباً أن نرى طفلاً يبدأ حياته مصاباً بتوحد شديد، ثم يصبح أكثر اعتدالاً أو حتى تخف حالته كثيراً بمرور الوقت .
وأضاف: كثير من الأطفال، تتحسن حالتهم، وأسباب هذا التحسن لاتزال مجهولة بالنسبة لنا حتى الآن، لكننا ندرك أن الذهن يتمتع بمقدرة كبيرة على التطور والتكيف .
وترى الأوساط الطبية أن النتائج التي توصل إليها الدكتور زيمرمان، تؤيدها أبحاث سابقة تشير إلى تعافي 3 - 25% من الأطفال المصابين بالتوحد . بيد أن جمعية أبحاث مرض التوحد في المملكة المتحدة، لا تتفق مع هذا الرأي .
وتقول الدكتورة جورجينا غوميز مديرة البحوث في الجمعية: على الرغم من إمكانية تحسن سلوك الأطفال عن طريق الدعم المستمر والمكثف، إلا أننا نعتقد أن التوحد مرض معوق ويدوم طوال العمر، فالطفل الذي أصيب بالتوحد سيعاني منه عندما يصل لسن الرشد .
بيد أن البروفيسور سايمون بارون كوهين، أستاذ العلوم النفسية في جامعة كيمبريدج وأحد أبرز خبراء مرض التوحد في بريطانيا، يتفق مع الرأي القائل بإمكانية حدوث تحسن كبير وملموس للأطفال المصابين بالتوحد .
ويقول البروفيسور بارون: هذا لا يعني أننا نقول إن التوحد يتلاشى أو يتم علاجه، فالأشخاص المصابين بالتوحد هم مثل سائر الناس ولديهم مقدرة على التعلم . وهذه السمة البشرية يمكنها تغيير طبيعة أدمغتهم - فعندما يتعلم الطفل ينبغي أن تطرأ تغييرات على دماغه . وهذا يحدث لنا جميعاً .
فهل هذا ما حدث لجوش؟
تقول والدة جوش: بعض الناس يقولون إنه نما بعيداً عن مرضه، لكنهم لا يدركون حجم العمل الشاق الذي بذلناه .
وتؤمن والدة جوش بأنه تحسن كثيراً بسبب المجهودات المكثفة التي بذلتها لكي تجعل جوش يتأقلم مع حالته .
وتقول السيدة رينيثا والدة جوش أنها قرأت في مجلة، أن بعض المصابين بالتوحد يعانون من عدم تواصل الفصين الأيمن والأيسر من أدمغتهم بنجاعة مثل بقية الناس غير المصابين بالمرض .
وأطلعت رينيثا أيضاً على مقال صحفي يتحدث عن فائدة العزف على آلة موسيقية، باعتباره من الأنشطة - القليلة - التي تحفز وتنشط الفصين الأيمن والأيسر من الدماغ معاً وفي الوقت نفسه، ولذلك قررت تعليم جوش العزف على البيانو عندما كان عمره 4 أعوام فقط .
وتقول رينيثا إنها بذلت مجهوداً خارقاً لكي تسهم في تخليص جوش من حالة عدم الإتساق والتوافق الحركي والعضلي - التي يعاني منها بعض مرضى التوحد - وهو الآن يتابع بنجاح دروساً في رياضة التايكواندو .
وقد درست البروفيسورة ديبورا فين أستاذة علم النفس في جامعة كونيتيكت، حالة كثير من الأطفال المصابين بالتوحد ووجدت أن نسبة 10 - 20% منهم يمكن أن تتحسن حالتهم بصورة كبيرة وملموسة لدرجة أن تشخيصهم قد يتغير من التوحد للشكل أو الحالة الأقل حدة من هذا المرض وهي متلازمة أسبرغر .