التوحد وأنا هكذا اكتشفت علاماته المبكّرة لدى طفلي

القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

التوحد وأنا هكذا اكتشفت علاماته المبكّرة لدى طفلي


قبل القراءة

اضغط لايك لصفحتنا علي الفيس بوك ليصلك اخر تدوينات المدونة

التوحد وأنا هكذا اكتشفت علاماته المبكّرة لدى طفلي
ليس من عادة الأولياء الإمعان في التعبير والوصف، ولكن الأصعب هو إطلاع الغيرهم على ما يجول في خاطرهم... غير أنهم عاشو الكثير من الآلام والسعادة لذا نأخذ الفائدة من التجربة لذا أكتب هذا لعله يكون مصباحا يضيء لكم بعض الظلمة ويرشدكم،فأنا أعلم شعور الحائر الذي يبحث عن الحل. سنوات من الدراسة والعمل وها قد صرت أبا وأصبح أصدقائي الأولياء يحدثونني عن الحالة النفسية و الروحية الغريبة التي قد تعتريك بعد أن صرت أبا... 
أتفاعل معهم بالرغم من أني لم أكن أعرف مقصدهم من ذاك الكلام، غير أني شعرت أن هناك عالما أمامي أجهله، أشعر بالكينونة والسعادة والمسؤولية حيث تبذل وتعطي من أجل أولادك وأنت في أشد الفرح.

أذكر ذاتَ مرةٍ كنا في المشفى لعملِ إجراءٍ روتيني اقتربت منه الممرضةُ فاستطاع دفعَها بقوته كلِّها ممّا أخافَها وتركَنا مندهشين مما فعل، إذ كيف يمكن لطفل صغير لا يبلغ سنة ونصف أن تختزن فيه كل تلك القوة!
هذه القيمة الروحية هي التي أدت إلى إسلام المفكر عبد الوهاب المسيري حين رزقه الله فتاه. من الإلحاد إلى الإسلام، ستُ شهورٍ مضت كالحلم في عالمٍ سماوي، بعد بلوغ ابني شهرَه السادسَ بدأت ألاحظ انطفاءَ عينيه، ليس ثمةَ التقاءٌ مباشرٌ بين عينيه وعيني.. غير أني لم آبَه لذلك. داود كان متأخرًا في كل شيء.. في تحريك أطرافه، في زحفه، في محاولاتِه للمشي بهامشٍ زمني يتراوحُ في المتوسط بين شهر وستةِ أشهر. لكنْ قلت: لكلِ طفلٍ سجيتُه، أبعدُ مَن يفكرُ في شرٍ أو مرضٍ يَحيق بطفله هما أبواه!

في السنِّ الذي يجب أن تبدأَ الحروفُ تتراقص على شفتيه ثم الكلماتُ تتقاطر غنَجًا كان متأخرًا كذلك
وأقول "متأخرًا" أي أنه كان يقوم بالأمور ولكن ليس بالشكل ولا بالوقت الأمثل. شهرٌ وآخر.. كانت فجوةُ التواصلِ البصريِّ بيننا تزيد، شكلٌ من أشكالِ العذاب التي خَبِرتُها وقتها هي أن أُحرمَ من بريق عينَي طفلي الوحيد، مرارةٌ لا أتمنى أن يذوقَها أحد! مرّ الوقت حتى صار عمرُ داود سنةً وثلاثة شهور حين طرأ لي سفرٌ وغبت عنه أولَ مرةٍ، ولمّا عدت على غير عادةِ المشتاقين من الأطفال لم يَهرعْ إلي رغم أن ملامحَه كانت فرحةً بقدومي، أسرعت إليه وحضنته غير أنه أبدى انزعاجَه وأفلت نفسَه من بين ذراعي وغاصَ في أركان البيت وتركني غارقًا في دهشةِ ما فعل!

مرت الأيام كالبرق وأصبح عمر ولدي نصف سنة ولاحظو عليه التأخير في كل الأمور لكني لم آبه لذلك. وأحسسنا كبقيه الآباء بأن إبننا مريض. وبعد كل الفحوصات اتضح أنه سليم إلا أنه وجد عنده اضطراب التوحد. أول مره غبت عنه لمدة سنة وعنما عدت إليه كنت مشتاقا له لكنه لم يأبه وكان يبدو على عينيه الفرح فحضنته ولكنه أبى وأفلت مني ولحظت عليه الإزعاج، ذهب يجول في البيت وتركني في دهشت مما فعل !. 

في طول هذه المدة الزمنية التي عاشها إبني أكثر من سنتين لم يمرض إلا مرة واحدة رغم تبدل الطقس وطول السفر، وبما أني درست عن الطب لذا أقلقني هذا أكثر من الجميع، فتلك إشارة على أن جهازه الناس دائم النشاط والحيوية وهي حالة ليست طبيعة، لذا كان الوقت القليل الذي يتبقى لي من العمل أمرره مع إبني وهو قوي البنية وصعب التفاهم معه ومختلف عن أقرانه في عدة صفات. 

ذات يوم كنت مع صديقي فمسك إبني ولنه سرعان ما تفاعل ودفعه فأوقعه أرضا، فهذا الأمر جعلنا نتساءل طفل في2 سنة يقدر على شاب في30 سنة من أين أتت كل هذه الطاقة؟ كنت أحاول في كل الأوقات فهمه إلا أني لم أفلح في فهم شيفرته، طفل يحتاج إلى رعاية خاصة وتحمل المسؤولية زائد لكثرة حركته وقوته ويحتاج وقتا أطول للفهم ليس كباقي الأولاد أنا أب لطفل توحدي والحديث يطول.

https://www.blogger.com/follow-blog.g?blogID=2706605652667497629

تعليقات